من طرف 
في كل مرة اريد ان اكتب فيها عن مباراة ريال مدريد وبرشلونة، فانني احتار من اين وكيف ابدأ؟؟وكما يقول الشاعر
(من اين ابدأ والافكار تزدحم ..... وأحرفي يشتكي من عجزها القلم).
واذا كان العالم تجتاحه هذه الايام انفلونزا جديدة علاجها كما كان مع سابقاتها، يحتاج الى عقاقير وادوية، وفي بعض الاحيان الى الاعدام!!!، فانني منذ سنوات مصاب بانفلونزا الكلاسيكو التي لا علاج لها الا بثلاث، مشاهدة المباراة ، او الكتابة عنها ، او اعدام احد الفريقين والغاؤه من الوجود !!!
لقاء الكبيرين اذا كانت نتيجته لا تقدم ولا تؤخر فانه يكون منتظرا وعلى لسان كل الناس، فماذا تتوقع لو كان مصيريا كما هي الحال في مباراة اليوم وقد تكون نتيجته سببا في معرفة هوية بطل الدوري ؟؟؟
الاسطورة زيدان صرح بان كل شيء سيتغير في حالة الفوز على برشلونة، لذا فان مواجهة السبت اكثر اهمية لريال مدريد الذي انتصر في خمسين من اصل ثمانية وسبعين لقاء مع الفريق الكاتالوني في ملعبه البرنابيو، والتعادل لن يرضي ايا من اعضاء الفريق، خاصة ان المباريات الاربع المتبقية غاية في الصعوبة، وواحدة فقط منها ستكون على ارضه، واثنتان من الاربعة ضد فالنسيا وفياريال!!
الاحصائيات والارقام تمنح اهل الدار الافضلية، فمنذ ان استلم المدرب راموس الفريق الملكي، حصد اثنتين وخمسين نقطة مقارنة بسبع واربعين نقطة لبرشلونة، مع راموس ايضا فاز الفريق في ثمان مباريات متتالية خارج ارضه وهذا ما لم يحصل ابدا من قبل في تاريخ الريال.
لو رجعنا الى الوراء وتابعنا طريقة المدرب راموس في لقاء البرسا في الكامب نو في شهر ديسمبر الماضي لوجدنا ان البلانكوس لعب بطريقة 2-4-4،وتوقعاتي تشير الى انه سيلعب بها من جديد يوم السبت، ففي الخط الخلفي وكما عودنا راموس نادراً ما يجري تغييرات عليه الا للضرورة، فانه سيشرك رباعي مباراة اشبيلية، راموس، كانفارو، ميتزلدر، وتوريس، اما في المنتصف فهنا ستكون المشكلة، اذ ان اصابة غوتي، وطلب الجهاز الطبي مهلة الى اليوم لتحديد مصير روبن وسنايدر، فربما سيدخل بهغواين، ديارا، غاغو، ومارسيلو، وفي المقدمه الثنائي راؤول وهونتلار.
المدرب الاسباني راموس صاحب نظرية (بالعمل تتمكن من بناء فريق) طبقها بحذافيرها مع كتيبته، واستطاع التغلب على كل الصعاب التي واجهها حتى الآن، الا برشلونة، صحيح انها كانت في بداية المشوار، ولكن يجب ان يعرف راموس (ليس مهما ان يحدث ما يسيء ولكن الأهم ألا يتكرر حدوثه).
الضيف القادم من مقاطعة كاتالونيا القابعة في شمال شرق اسبانيا ليحط رحاله في وسط المملكة الاسبانية، فان جماهيره تضع ايديها على قلبها خوفا من الخسارة التي قد تكلفه الثمن غاليا، الاسبوع المنصرم كان شؤما على الكاتالونيين فبعد التعادل مع فالنسيا، الذي اعتبره البعض مقبولا بسبب خوض اللقاء خارج قواعده، بيد ان التعادل مع تشيلسي في الكامب نو لم يسر صديقا ولا عدوا، وجعل الجماهير تخرج حزينة فهي خائفة من ضياع البطولات الثلاث التي لا تزال تحلم بها، بعد ما شاهدته من مستوى لفريقها طوال هذا الموسم، واعتقدت بانه قد وصل لدرجة الكمال، وتناسى هؤلاء الانصار كلمات الفنان الاسباني الشهير سلفادور دالي (لا تخف من الكمال ... فلن تصل اليه ابدا ..)؟
المدرب الشاب غوارديولا يعلم بان فريقه يعيش حاليا تحت الضغط، ولاعبوه بدأوا يصابون على ما يبدو بالارهاق، وعلى الرغم من ذلك فان توقعاتي للتشكيلة لن تتغير كثيرا بالنسبة للاسماء وانما ستكون في الاسلوب. غوارديولا يلعب دائما 3-3-4، لكن في مواجهة السبت ربما ستتغير الى طريقة اخرى مفضلة لديه ايضا وهي 3-2-1-4، دفاعيا سيكون الرباعي الفيش، بويول، بيكيه بديل ماركيز المصاب، وابيدال، امامهم توريه، ثم الثنائي زافي وانيستا، وفي المقدمه الثلاثي المرعب ميسي، ايتو، واونري
منطقيا البرشلونيون، راسخ في اذهانهم ان المتبقي لهم اربع مباريات ويتميزون بان نصفهما في ملعبهم، لذا هم لن يستبعدوا الخسارة من الريال في مدريد، ولن يطالبوا فريقهم بالفوز، الا ان الافضل العودة بنقطة واحدة، لان خسارة شيء افضل من خسارة كل شيء.
